حكاية جريح
من ربوع اليمن كان الأشاوس يتسابقون نحو العلا ليضيئوا قناديل ليالينا المعتمات بأنوار بسالتهم وهمتهم.. لم تتوقف مسيره عطائهم حتى بعد ان نالوا تلك الجراحات التي داوت ثغور ضعفنا وعالجت مصادر وهننا وكانوا هم وهم فقط مصدر كل قوه ونصر وصبر، ولولا بركات عطاءاتهم لما كنا نعيش في ظل الفرح الذي وهبونا اياه بصمت بذلهم واغداق ايمانهم الذي لا ينفذ وعرفنا كم نحن فقراء امام اولئك الاغنياء انفه وعزه وصبرا وفي حضره الصبر والشكيمه تجلت مواقف البطوله.. نفاخر بهم لمن ندين لتضحياتهم ومن اولئك الشهداء الاحياء الشاب ذو ال 23 ربيعا الجريح المجاهد هشام محمد ابو طالب من محافظه صنعاء مديريه الحيمه الداخليه الذي باح بسر تفوقه الايماني والوطني (انطلقت من بداية العدوان على اليمن وما دفعني هو الإستهداف الإجرامي لحي بني حوات)
هشام ابو طالب الذي تعرفه وديان اليمن وصحاريها وجبالها فكان له فيها الصولات والجولات مقاتلا في سبيل الله ومدافعا عن حياض الوطن (شاركت في جبهة جيزان والخوبة ومارب وصرواح والجدعان ونهم وحرض وغيرها من الجبهات)
مواقف التأييد الالهي التي شاهدها هشام بام عينيه ولا زالت عالقه في ذاكرته لا يمكن حصرها ومنها هذه المواقف
“حصلت مواقف كثيرة في الجبهات منها مواقف قوية لا يتخيلها العقل مثل أن يأتي الطيران ويضرب جنب زميلك تتخيل أنك عتقوم تبز شوالة تلقط زميلك ولكن يقوم زميلك بخير عايش ولا فيه شي ويقول ما هم الا كراتين.. يحرقوا.. وانا قد الفجعة فيني أنا سبحان الباري ”
اين نال هشام ابو طالب وسام الشهيد الحي ومتى توقف الزمان والمكان ليخلد تلك اللحظات ويكتب اسطوره جهاده البطوليه كقصه لن يمحيها الدهر من وجدان الذاكره اليمنيه
(سرنا نعزز أنا وواحد من زملائي قلت له نسير ننسق ونجابر الخبرة قال ما به وقت السيد قال في هذا المواقف ما يحتاج واحد ينسق عزز على طول .. توكلنا على الله مشينا وجينا وبه قذائف ومدافع .. وقعت القذيفة وأستشهد زميلي وانا جرحت في يدي وما عاد دريت كيف افعل .. زميلي أخي استشهد! والله مارحت لهم واطلع طوالي جيت ابز الشيكي ماعاد قدرت احمله رجعت حملت بندقي بيدي اليسار وطلعت نتواجه أنا وعدو الله وماعاد حسيت بشي .. ماحسيت بنفسي الا في الجو وتدحرجت من رأس الجبل لاسفاله ومسكوني الخبرة وانا بين أقول الله يعينكم الله ينصركم وماصدقوا ان عاد انا عايش.. حصلي كسور في الساقين وشظايا في الفخذ واليد و الضلع )
كم يمتلك المجاهد من باس وصلابه يعيش عكسها المنافق تماما فيصبح اسير الرعب وفريسه الهلع ان لاحظ ظل محارب يمني وهذا ما يجعلهم دائما اضحوكه العالم في كل زمان
وفي قصص العظماء تلك الدروس التي نستزيد منها وتبعث في ارواحنا كل همه وعمل لمواصله دربهم الذي لا زالوا رغم الامهم يرسمون به معالم حاضرنا ومستقبلنا..