حمدة الام التي فُجعت في زوجها و أحفادها الثلاثة
بيت طيني ذو سقف من قش يقع في حباب صرواح قرية معزولة عن السياسة و معزولة عن بهرجة الأرض لم يكن مغري ذلك المنزل الصغير بل كان ذلك المنزل لرجل لا أرض يملكها ولا وظيفة لديه سوى هش عشرة من أغنامه وتجميع الحطب ليبتاعها فوق سيارة هيلوكس
كانت يديه تغزل الحكايات وتولد من معصمه روايات جديدة و أصابعا تتشقق دما لتجني الريال ، يبزغ الفجر كعادته في حباب وفي ذلك البيت الصغير لتجد الكل يتسابق لإطعام الأغنام وجمع الحطب الزوجة والأب والأبناء.
وفي مطلع هذا العام 1-1-2017 في الوقت الذي تحتفل كل شعوب العالم الآخر بمراسم الدخول للسنة الجديدة كانت طائرات الحرب في اليمن ترتب لاحتفال آخر وتقدم الغارات هدايا تبعثر أجساد الأطفال وآبائهم لتحولهم إلى دمى ممزقة منهم من فارق الحياة ومنهم من أصابته الجروح.
وقفت حمدة صالح العجي الأشطل العمر 60 عاما وهي ترى تلك الغارة تجثم على منزلها الطيني المسقوف بالقش وسيارتهم الصغيرة وسقطت تلك الغارة على رأس زوجها و أولادها وأحفادها و انهارت حمدة واقفة وابتلعت عينيها رمل الأرض وشظايا الطائرات
كانت تود ان تغمض عينيها ربما يكون كابوسا أو جاثما ثقيلا ولكنها كانت حقيقة لا تحتمل التأويل ،سقط في ذلك اليوم أمام حمدة زوجها شهيا وجرحت هي وأحفادها الثلاثة خالد ونوف وعلي.
تم إسعاف حمده واحفادها الثلاثة الى مستشفى الثورة في صنعاء.